الاستثمار الأجنبي في تركيا بعيون الرئيس أردوغان
ألقى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خطاباً حول الاستثمار الأجنبي في تركيا في مستهل رسالته التي وجهها إلى مؤتمر "أسواق رأس المال التركية السادس"
ألقى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خطاباً حول الاستثمار الأجنبي في تركيا في مستهل رسالته التي وجهها إلى مؤتمر "أسواق رأس المال التركية السادس" وقد وقفنا في سكاي لاين العقارية على أهم النقاط التي تناولها السيد الرئيس مع تحليل اقتصادي دقيق لكل ما يهم المستثمرين الأجانب في هذا الخطاب.
كونوا على قرب من واقع الاستثمارات الأجنبية في تركيا وظروف الاقتصاد التركي الحالية ومستقبله، من خلال كلمات قالها الرئيس التركي في خطابه.
الأبواب مفتوحة أمام الاستثمار الأجنبي في تركيا
قال الرئيس التركي في رسالته التي وجهها إلى مؤتمر أسواق رأس المال التركية السادس:
"اهتمام المستثمرين الأجانب في تركيا يدل على ثقتهم باقتصاد بلادنا ودبلوماسيتنا وأبواب البلاد مفتوحة لجميع المستثمرين الواثقين بمستقبل اقتصاد تركيا المتصاعد".
في حقيقة الأمر إنّ ما يخلق البيئة الآمنة للاستثمارات الأجنبية هي عدة عوامل مهمة، أهمها ما ذكره الرئيس التركي في رسالته:
- الثقة المتبادلة ما بين المستثمرين الأجانب والاقتصاد التركي.
- الدبلوماسية التركية والسياسة القائمة على تذليل العراقيل غير الاقتصادية، كالقضايا السياسية والخلافات وغيرها..
عوامل ثقة المستثمرين الأجانب بالاقتصاد التركي
من أهم العوامل التي تجذب المستثمرين في تركيا وتزيد من ثقتهم:
- التصاعد الدائم للأرقام الخاصة بالاقتصاد التركي.
- وجود تركيا ضمن مجموعة العشرين "أقوى اقتصادات العالم" كما تطمح تركيا لتكون ضمن أقوى 10 اقتصادات عالمية وفقاً لرؤية 2023.
- القوانين التركية المشجعة والميسرة لاستثمارات الأجانب في تركيا.
- السعي الحكومي التركي لخفض قيمة الفائدة ما يفتح المجال أكثر للاستثمارات والتنافس عليها، بدلاً من ركود أموال المستثمرين كودائع بنكية.
- تمتلك إسطنبول موقعاً جغرافياً فريداً يساعد على تقوية الاستيراد والتصدير، ووصل مشرق الأرض بمغربها.
- التنوع الثقافي في تركيا كذلك خلق جواً مشجعاً على الدخول في سوق تركيا والاستثمار فيه وسهولة التأقلم ما بين مختلف الجنسيات الأجنبية مع المجتمع التركي.
- وجود عدد كبير من الجاليات الأجنبية "يقدر بالملايين" أدى لنشوء أسواق استهلاكية فريدة في تركيا.
دور الدبلوماسية التركية في جذب المستثمرين الأجانب
تلعب الخلافات السياسية دوراً سلبياً بشكل دائم في قطع العلاقات التجارية والاستثمارية ما بين الدول، ولكن ما يميز تركيا أنها صنعت جواً فريداً حيدت فيه الكثير من الخلافات سواءً السياسية أو القانونية لتسهيل جذب الاستثمارات الأجنبية، ومن أمثلة ذلك:
- ألغت تركيا منذ عام 2012 مبدأ التعامل بالمثل فيما يخص تملك العقارات للأجانب في تركيا، أي أنّ أي أجنبي يستطيع التملك في تركيا حتى لو كانت بلده الأم تمنع الأتراك من التملك على أراضيها، ما يجذب عشرات الآلاف من الاستثمارات العقارية الأجنبية سنوياً.
- لم تنقطع العلاقات التجارية ما بين تركيا ومصر على الرغم من الخلافات الكبيرة التي نشأت بين البلدين خلال السنوات الماضية، وخاصة الاتفاقيات المتعلقة بالمناطق الحرة.
- كذلك العلاقات الاستثمارية لم تنقطع ما بين كل من تركيا والإمارات والسعودية طيلة سنوات الخلاف إلا بشكل يسير، هذا الأمر الذي تم تجاوزه بعد عودة العلاقات إلى طبيعتها مؤخراً.
- على الرغم من الكثير من الخلافات ما بين تركيا ودول الاتحاد الأوروبي إلا أن ذلك لم يؤثر على أي من العلاقات الاقتصادية التي تربط تركيا بالدول الأوروبية.
- استطاعت تركيا أن تنتج نموذجاً مميزاً لتحييد الاقتصاد عن الخلافات بين الدول الأخرى، مثل الموقف التركي الوسيط بين الروس والأوكرانيين، وما أنتجه من اتفاقيات اقتصادية أزاحت هماً كبيراً عن كاهل دول العالم جميعها وليس روسيا وأوكرانيا لوحدهما.
إسطنبول مستقبلاً مركز للتمويل العالمي
كذلك أكد الرئيس أردوغان في حديثه عن الاستثمار الأجنبي في تركيا أنّ بلاده تتقدم بخطى ثابتة مستفيدة من عدة مجالات اقتصادية كالتجارة والسياحة والنقل وغيرها لجعل مدينة إسطنبول مركزاً عالمياً للتمويل.
يوجد في إسطنبول عدد من المراكز المالية ذات الأثر الكبير في تمويل المشاريع داخل وخارج تركيا، كما ساهمت شركات البناء فيها في الدخول بأسواق المقاولات العقارية في العديد من دول العالم، وكذلك مثلت تركيا بيئة مناسبة لافتتاح أفرع للعديد من البنوك العالمية.
إضافة إلى ذلك فإنّ عدد لا يستهان من به من رجال الأعمال العرب والأجانب حولوا أنظارهم من الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي وروسيا وأوكرانيا وإيران ومعظم دول الشرق الأوسط إلى تركيا.
كما تنظم إسطنبول سنوياً عشرات الفعاليات والمعارض الاقتصادية المختلفة، في مجالات التمويل والسياحة والعقار وغيرها من المجالات الاقتصادية المهمة.
الاقتصاد التركي أقوى بعد الصراعات والتغيرات العالمية
تطرق كذلك الرئيس التركي إلى قوة الاقتصاد التركي بعد جائحة كورونا والصراعات الساخنة في المنطقة "كالحرب الروسية الأوكرانية" الأمر الذي نقل تركيا إلى "مكانة مختلفة"، حيث قال:
"باتت تركيا اليوم نجماً صاعداً عالمياً بفضل البنية التحتية الصحية القوية، وقوة الإنتاج، والقدرة السريعة على التعافي"
هذه المزايا بالذات لا يمكن الكشف عنها إلا بعد الصراعات التي شلت اقتصادات كثيرة، وجعلت العديد من بلدان العالم تخسر مليارات الدولارات في الوقت الذي كانت تركيا تتعافى بشكل سريع وتتحول إلى قوة صاعدة، فعلى سبيل المثال في الوقت الذي كانت مشافي العديد من دول العالم تنهار أمام كورونا، افتتحت تركيا "المدينة الطبية في باشاك شهير/ إسطنبول" وما هذا إلا مثال بسيط أمام سيل من الأمثلة على قوة الاقتصاد التركي.
هذه الأجواء التي تعكس قوة السوق التركية تمثل عاملاً جاذباً يزيد من الاستثمار الأجنبي في تركيا ،وقد تحقق ذلك في عدة أصعدة وميادين مختلفة.
اقرأ أيضاً:
شقق للبيع في بهجة شهير إسطنبول
أسواق رأس المال في تركيا ستواصل النمو
حرص الرئيس أردوغان على أن اقتصاد بلاده وأسواق رأس المال فيها ستواصل النمو، بخلاف الدعايات "الخبيثة" التي تهدف لتقليل الثقة بين الاقتصاد التركي والمستثمرين، وخاصة تلك التي رافقت التغيرات الحادة في سعر صرف الليرة التركية أمام العملات الأجنبية.
استطاع القانون التركي أن يزيد من جاذبية المستثمرين الأجانب عبر العديد من المحفزات مثل:
- الإعفاءات الضريبية المختلفة.
- منح الجنسية التركية مقابل الاستثمار العقاري بـ400 ألف دولار في تركيا.
- منح الجنسية التركية كذلك للمودعين والمستثمرين ومشغلي اليد العاملة التركية وفق شروط ميسرة ومنافسة للشروط الأوروبية والأمريكية المماثلة.
- السياسة التركية القائمة على خفض التضخم لتسهيل سبل الحياة والعمل والاستثمار في تركيا.
- كما أنّ اقتصاد تركيا يمتلك العديد من الأرقام والإحصائيات المشجعة مثل:
- نما الاقتصاد التركي بنسبة 3.9% في الربع الثالث من عام 2022 ونما في الربع الثالث من العام نفسه بمعدل 7.3% وهو بذلك الأسرع نمواً في دول مجموعة العشرين.
- زادت أنشطة الخدمات الاجتماعية والصحية بنسبة 7.6%.
- زادت نسبة النشاط العقاري بمعدل 4.1%.
- ارتفعت النشاطات الاستثمارية الزراعية بنسبة 1.1%.
- كذلك زادت الأنشطة الصناعية بنسبة 0.3%.
- زاد حجم الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 3.6%، حيث بلغ 4.258.168.000 ليرة تركية بالأسعار الجارية.
- ارتفعت الصادرات التركية بنسبة 12.6% بينما ارتفعت الواردات بنسبة 12.2%.
معلومات حول مؤتمر أسواق رأس المال التركية
عقد في الأول من ديسمبر 2022 المؤتمر السادس لـ" أسواق رأس المال في تركيا" وتم عقده بشكل "افتراضي وفيزيائي" في مدينة إسطنبول.
يقوم بتنظيم هذا المؤتمر سنوياً "اتحاد أسواق رأس المال التركية TCMA " بمشاركة عدد من الفعاليات الاقتصادية والاستثمارية العالمية والمحلية، وقد نظمته هذا العام تحت شعار "ما وراء التمويل .. الاستثمار في مستقبل العالم".